اليوم العالمي لهشاشة العظام

اليوم العالمي لهشاشة العظام: الوعي والتحديات والعلاج

يعتبر اليوم العالمي لهشاشة العظام مناسبة سنوية هامة تهدف إلى زيادة الوعي بشأن مرض هشاشة العظام، وهو من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، خصوصًا مع تقدم العمر. يتم الاحتفال بهذا اليوم في العشرين من أكتوبر من كل عام، ليتم تسليط الضوء على أهمية الوقاية والتشخيص المبكر، بالإضافة إلى توفير الدعم للمصابين بهذا المرض. في هذا المقال، سنتناول الأسباب والآثار والمخاطر المرتبطة بهشاشة العظام، بالإضافة إلى الطرق المختلفة للوقاية والعلاج.

ما هي هشاشة العظام؟

هشاشة العظام هو مرض يُؤدي إلى ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسر، حيث يصبح الهيكل العظمي أقل كثافة وقوة. تحدث هذه الحالة نتيجة لنقص كثافة العظام، مما يجعلها هشة وسهلة الكسور، وهو ما يعني أن العظام تصبح أضعف من أن تتحمل الضغوط اليومية العادية، مثل السقوط أو حتى السعال الشديد. يُعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض شيوعًا في كبار السن، حيث يُصاب به نحو 30% من النساء و12% من الرجال فوق سن الستين.

تتمثل الأعراض الأولية لهشاشة العظام في الآلام العظمية أو الكسور التي تحدث بسبب تعرض العظام لظروف بسيطة قد لا تسبب في حالات أخرى أي ضرر. وعلى الرغم من أن هذا المرض قد يتطور على مر السنين، إلا أن الشخص المصاب قد لا يشعر به في البداية، مما يجعله مرضًا “صامتًا” في كثير من الأحيان.

أسباب هشاشة العظام

هناك عدة عوامل تساهم في تطور هشاشة العظام، والتي يمكن أن تكون وراثية أو بيئية أو نتيجة لعوامل أخرى مثل نقص بعض الفيتامينات والمعادن.

1. العوامل الوراثية: يعد التاريخ العائلي أحد العوامل المؤثرة في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. إذا كان أحد أفراد الأسرة قد أصيب بهذا المرض، فإن الاحتمال يرتفع للإصابة به.

2. نقص الكالسيوم وفيتامين د: يُعتبر الكالسيوم عنصراً أساسياً في بناء العظام، ويحتاج الجسم إلى فيتامين د لكي يستطيع امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح. إذا كانت مستويات هذه العناصر منخفضة في الجسم، فإن العظام تصبح أكثر هشاشة.

3. التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات دوراً مهماً في تنظيم كثافة العظام. فعلى سبيل المثال، بعد انقطاع الطمث عند النساء، يحدث انخفاض في مستوى هرمون الاستروجين، مما يؤدي إلى زيادة فقدان الكالسيوم من العظام.

4. نمط الحياة: التمرينات الرياضية المحدودة، والتغذية غير المتوازنة، والتدخين، واستهلاك الكحول بكثرة من العوامل التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.

5. الأدوية: بعض الأدوية قد تؤدي إلى تقليل كثافة العظام على المدى الطويل، مثل الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، مما يعزز خطر الإصابة بهشاشة العظام.

6. الظروف الصحية الأخرى: بعض الأمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض الأمعاء قد تؤدي إلى نقص في امتصاص العناصر الغذائية، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

آثار هشاشة العظام

تترتب على هشاشة العظام مجموعة من الآثار السلبية التي يمكن أن تؤثر على حياة المصاب بشكل كبير. يمكن تلخيص هذه الآثار فيما يلي:

1. الكسور: تَعد الكسور من أكثر العواقب المدمرة لهشاشة العظام، وهي غالبًا ما تحدث بسبب إصابات بسيطة مثل السقوط أو حتى السعال. يمكن أن تصيب الكسور أماكن مختلفة من الجسم مثل العمود الفقري، الوركين، والمعصمين. كسور الورك، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى تدهور نوعية الحياة بشكل كبير وقد تتطلب جراحة أو علاج طويل الأمد.

2. آلام العظام والمفاصل: الشعور بالألم المزمن بسبب هشاشة العظام يعد من الأعراض الشائعة، وهو يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية.

3. حدوث تقوس في العمود الفقري: من الممكن أن يؤدي تدهور العظام في العمود الفقري إلى حدوث تقوس أو انحناء في الظهر، مما قد يسبب آلامًا مبرحة وضعفًا في القدرة على الحركة.

4. العواقب الاجتماعية والنفسية: تؤثر هشاشة العظام على القدرة على العمل والقيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي. وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب بسبب تراجع النشاط البدني وعدم القدرة على الاعتماد على الذات.

تشخيص هشاشة العظام

يعتمد تشخيص هشاشة العظام على عدة فحوصات طبية، من بينها:

1. الفحص السريري: قد يشتمل الفحص على تقييم تاريخ المريض الصحي والعوامل التي قد تؤثر على صحته العظمية. كما يمكن للطبيب أن يلاحظ وجود ألم في العظام أو تقوس في العمود الفقري.

2. اختبار كثافة العظام: يعد اختبار كثافة العظام (DEXA Scan) الطريقة الأكثر دقة لتشخيص هشاشة العظام. يتم من خلال هذا الفحص قياس كثافة المعادن في العظام لتحديد مدى هشاشتها.

3. تحاليل الدم والبول: قد يقوم الطبيب بطلب بعض التحاليل للبحث عن مستويات الكالسيوم وفيتامين د في الدم، مما يساعد في الكشف عن نقص العناصر الأساسية التي تؤثر في صحة العظام.

الوقاية من هشاشة العظام

تُعتبر الوقاية من هشاشة العظام خطوة أساسية للحفاظ على صحة العظام طوال الحياة. هناك عدة تدابير يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض، وتشمل:

1. الاهتمام بالتغذية المتوازنة: من الضروري تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، مثل الحليب، الأجبان، والأسماك الدهنية، لتعزيز صحة العظام.

2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: ممارسة التمارين التي تركز على تقوية العضلات وتحفيز العظام مثل المشي، الجري، أو رفع الأثقال يمكن أن يساعد في تحسين كثافة العظام.

3. تجنب التدخين والكحول: التدخين والإفراط في شرب الكحول هما من العوامل التي تزيد من هشاشة العظام، لذا يُنصح بتجنب هذه العادات.

4. الفحص الدوري: يُوصى للأشخاص المعرضين لخطر هشاشة العظام بالخضوع للفحص الطبي الدوري لقياس كثافة العظام وتشخيص المرض في مراحله المبكرة.

علاج هشاشة العظام

إذا تم تشخيص هشاشة العظام، فإن هناك عدة خيارات علاجية متاحة للحد من تقدم المرض وتحسين جودة حياة المريض. تشمل هذه العلاجات:

1. الأدوية: تتنوع الأدوية الموصوفة لعلاج هشاشة العظام، وتشمل مثبطات امتصاص العظام مثل البايفوسفونات، الهرمونات البديلة مثل الإستروجين، بالإضافة إلى الأدوية التي تساعد في تحفيز تكوين العظام.

2. التغذية السليمة: بالإضافة إلى الأدوية، يُشجع المرضى على اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د، والذي يُعتبر جزءًا مهمًا من العلاج.

3. ممارسة الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تقوية العظام والعضلات يمكن أن تساهم في الحد من آلام هشاشة العظام وتقلل من خطر الكسور.

4. العلاج الفيزيائي: قد يشمل العلاج الفيزيائي تقنيات تمارين خاصة لتحسين التوازن والمرونة، مما يساعد في الوقاية من السقوط.

خاتمة

يظل مرض هشاشة العظام أحد التحديات الصحية الكبرى التي يواجهها العديد من الأشخاص حول العالم، وبالأخص كبار السن. ومع تزايد الوعي بهذا المرض من خلال اليوم العالمي لهشاشة العظام، يصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى تبني أساليب حياة صحية والقيام بالفحوصات اللازمة لضمان الوقاية من هذا المرض. من خلال الوقاية المبكرة والعلاج الفعّال، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بهشاشة العظام وتحسين نوعية الحياة للعديد من الأشخاص المصابين بهذا المرض.